إنا لله وإنا إليه راجعون
(وسَيَعلَمُ الذينَ ظَلَموا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونْ)
عزائُنا لإمامِنا المهديِّ عليه السلام والموالينَ بمرورِ ذِكرى وَفاةِ السَّيِّدَةِ المَظلومَةِ زَينبَ الكُبرى عليها السلام.
مَولِدُها الشَريفُ في المدينةِ المنورة بَعدَ شَقِيقَيها الإمامَينِ الحَسنينِ عليهما السلام
رَبيبةِ الخمسةِ أصحابِ الكِسا | تَالِيَةِ الزَهراءِ سَيِّدَةِ النِّسا |
ولُقِبَّتْ بالكُبرى لِلفَرقِ ما بينَها وبينَ مَنْ سُمِيَّتْ مِنْ أخَوَاتِها باسمِها.
الصدّيقةُ الصُّغرى لِلفَرقِ ما بينَها وبينَ أُمها الصديقةِ الكُبرى، العَقيلَة الموثَّقة العارفة. العالمة غير المعلَّمة وعابدَة آل عليّ حَقاً.
يُحارُ الباحِثُ في أيِّ بُعدٍ من أبعادِ حياتِها الكريمةِ يَبحَثُ وكلّها جديرٌ بالبَحثِ والإقتداء.
وناهِيكَ عَنْ مواقِفِها المُهِمَة في نَهضةِ شقيقها المُفَدى سيد الشّهداء في كربلاء والكوفة والشام.
تَقِفُ أمامَ الإمبراطور يزيدَ الذي كانَ يحكمُ الشَرقَ لتقولَ لَه:
(وَلَئِنْ جَرَّت عَليَّ الدَّواهي مُخاطبتك إنّي لأَستَصغِر قَدْرَكَ وأستَعظِمُ تَقريعَكَ وأستكبرُ تَوبيخَكَ لَكنِ العُيونُ عَبْرى والصُدورُ حَرّى ، كِد كيدَكَ وناصِبْ جهدَكَ فَوَ اللهِ لا تَمحُوا ذِكرَنا ولا تُميتُ وَحْينا ولا تَدرِكُ أمَدنا).
أجَلْ لَقَدْ كانت على مُستَوى المسؤولية وأدَّتْ رسالتَها إلى أنْ تُوفيّت في النِصفِ من رَجب عام 62 هـ عن 57 عاماً من عُمرها الشّريف ولا عَجَبَ إذا عاشَتْ قليلاً بعدَ مأساةِ كربلاء بل العَجَب انها كيفَ عاشَتْ ، لكن لكلِ أجَلٍ كتاب فَتِلْكَ المآسي تَهِدُّ الجِبالَ وتضعفُ عنها اقوياءُ الرجال. أمُّ المصائب كعبةُ الرَّزايا ، فَتَحَتْ عينَها على المصائِبِ،
فَمِنْ مُصابِ جَدِها الرسول | إلى مُصابِ أمِّها البَتولِ | |
إلى مُصابِ المُرتضى أَبيها | فالمُجتبى أفديهمُ أخيها | |
وهكذا ولا تَسَلْ عَن كربلا | كَرْبٌ على اسمِها تَماماً وَبَلا |
ساعدَ اللهُ قَلْبَها ولسانُ حالِها:
انا نايحه او عُمري تصرّمْ | عليه المُصايب طبك والهمْ | |
اول مصيبت جدنه الاكرمْ | او ثاني امصيبه امصيبة الأمْ | |
والثانية بويه الغَشَمْشَمْ | والرابعة الي مات بالسَّم | |
وامصيبتك يحسين اعظم | شفتك على الغبرة امخذّم |
مخضُوب شيبك باحمر الدَّمْ
ابوذيه: وراهم:
احبابي كوّضوا وانَه وَراهُمْ | اتراب الِّلحِدْ غَطَّاهُمْ وَراهُم | |
بَعد هيهات اشوفَنْهم وَراهُمْ | جَنْ مِثلِ الحِلِم مَرَّوا عَليَّهْ |
من لي حماً بعدَ الحُسينِ وَمُعتصمْ | إن حَلَّ خَطبٌ فادحٌ وَبِنا ألَم | |
ناديتُ لَمّا غابَ بدرُ سَمى الكرمْ | يا غائباً عَنْ أهلِهِ أتعودَ أمْ |
تَبقى إلى يومِ المَعادِ مُغيبا
وَنقيمُ في جَور الزمان وَذُله | يا منيةَ العاني وكعبةَ نَيْلِهِ | |
كمْ غائبٍ سرَّ القبيل بوصلِهِ | يا ليتَ غائِبنا يعودُ لأهلهِ |
فنقول أهلاً بالحبيبِ وَمَرحَبا