إنا لله وإنا إليه راجعون
أهمُّ الأمور التي يجبُ علينا أن نعتقد بها ونهتم لها غايةَ الإهتمام هي أصولُ الدينِ الخمسة المعروفة ومنها الإمامةُ المتمثِّلةُ فِعلاً في الإمام المهدي (عج) قلبِ عالمِ الإمكان وبالأخص يومَ الجمعة يومَهُ كما في زيارَته: يا مولانا يا صاحبَ الزَّمان، صلواتُ اللهِ عليكَ وعلى آلِ بيتك هذا يَومُ الجُمعةِ وهو يومُكَ المتوقَّعُ فيه ظهوركَ والفرجُ فيه للمؤمنين على يديك وقتلُ الكافرين بسيفك.
يا غائِبنا لَمْ تَغب عَنا رِعايته | ولا يزالُ بِعينِ اللُّطف يَرعانا |
هذا هو الواقع وما نعتقده بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعه:
هُو الذي يُنقذُ كلَّ الوَرى | من كلِّ طاغوتٍ ومُستَعمر | |
يَعمُّنا العَدلُ بأيامِهِ | عَيشٌ رَغيدٌ وَهنيٌّ مري |
أما لماذا الآن لم يظهر الجوابْ:
لابُدَّ من ذلِكَ من حكمةٍ | خَفيَّةٍ ولَم نُكلَّف بها |
هذا وإنَّه ليسَ غائباً بالمعنى المتصوَّرِ للغيبة كلا ثُمَ كلا، بل يرانا ويعرفنا وقد نَراه ولا نَعرفُهُ، مَثَلُنا مثلُ إخوة يوسُف:
(وجاءَ إخوةُ يوسُفَ فدَخَلوا عَليه فَعَرَفَهم وهُم لَهُ مُنكرون).
لكنَ فائدةُ وجودِهِ المبارك مُحَقَقَة، بيمنه رُزِقَ الوَرى وبوجُودِهِ ثَبتتِ الأرضُ والسَّماء.
مثالهُ كالشَّمس خَلفَ الغَمام | لولا وجودُ الشَّمسِ كانَ الظَّلام |
أمَا طولُ عُمرهِ الشّريف:
أيمكن القول بهذا أجَل | بِقدرةِ اللهِ العَزيز القَدير | |
ولَم يكن مُعمَّراً وحدهُ | يكبرهُ الخضرُ بعُمرٍ كثير |
وأمّا متى يظهَرُ فاللهُ وحده أعلم، ما هو تَكليفُنا، هو الدعاءُ دائِماً لَهُ بِتَعجيلِ الفَرَج، وانتصارهُ فِعلاً لا قولاً وحسب ثم نقول:
يا قمر التَمِّ إلا ما السَّرار | ذابَ محبوكَ من الإنتضار | |
لنا قلوبٌ لكَ مشتاقةٌ | كالنبت إذ يشتاق صوبَ القَطار | |
مَتى نَرى وَجهكَ ما بَيننا | كالشَّمس ضائَت بعدَ طولِ استتار | |
في فِئَةٍ لَها التّقى شِيمةٌ | ويا لِثارات الحُسينِ الشِّعار |
يا سيدي يا ابن الحسن:
هب أنَّ جندكَ مَعدودٌ فجدُّك قَد | لاقى بِسَبعينَ جَيشاً مالَهُ عدَدُ | |
قَلَّ الصَّحابة غيرَ إنَّ قَليلَهُم غيرُ القَليل | كبني عَليٍّ والحسينِ وجعفر وبني عقيل | |
وحبيب الليث الهَزبر ومسلم الأسَد المُديلِ | آحاد قوم يحطمون الجيش في اليومِ المهولِ |
ومنهم الحرُّ الرياحي التميمي إذ برز مرتجزاً:
إني أنا الحرُّ ومأوى الضيف | أضربُ في أعناقكم بالسَّيفِ |
قاتل قتال الأبطال حتى إذا صُرع، ابنه الحسينُ روحي فداه: لله درُّ أُمِّك إذ سمَّتكَ حُراً أنت حُرٌّ في الدُّنيا وسعيدٌ في الآخرة.