بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : التاسع عشر |
الليلة الثامنة من محرم الحرام |
19 / ذو القعدة / 1438 هـ . ق |
القصيدة للمرحوم السيد صالح الحلي (رحمه الله)
إنْ يبكهِ عمُّهُ حُزناً لمصرعهِ | فما بكى قمرٌ إلا على قَمرِ | |
يا ساعدَ اللهُ قلبَ السِّبطِ ينظُرُهُ | فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العُمرِ | |
لابن الزكي الا يا مقلتي انفجري | من الدموعِ دماً يا مهجتي انفطري | |
قد كنتُ أحذرُ أنّي لا أراك على | وجهِ الصّعيدِ ولكن جائني حذري | |
ما كنتُ آمُلُ في الرّمضاءِ أبصرُهُ | يا ليتَ فارقني من قبل ذا بصري | |
ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنت على | حرِّ الصّعيدِ ضجيعَ الصخرِ والحجرِ | |
مُرَّملاً مذْ رأتْهُ رَملة ٌ صَرَخَتْ | يا مهجتي وسروري يا ضيا بَصري | |
خلّفْتَ والدةً ولهى مُحيَّرةً | مدهوشةً ليسَ مِنْ حامٍ ومُنتصرِ | |
بني تقضي على شاطي الفراتِ ظَماً | والماءَ أشربُهُ صفواً بلا كَدرِ | |
بُنيَّ في لوعةٍ خَلّفْتَ والدةً | ترعى نجومَ الدّجى في الليلِ بالسّهَرِ |
طور : النويني
رمله طلعت بلوعات و ونين | تنادي يجاسم طيحتک وين |
جاوبني يمّه بصوتک الحين | وطيّب گليبي الصّار نصّين | |
وللولد حين العاينت زين | شافت براسه طبرت البين |
صاحت و هملت دمعت العين
الگوريز:
قال المرحوم الشيخ عباس القمي في «نفس المهموم» لما نظر الإمام الحسين (عليه السلام) إلى القاسم وقد برز اعتنقه وجعلا يبكيان ثمّ استأذن عمّه الحسين (عليه السلام) في المبارزة فأبى (عليه السلام) أن يأذن له، فلم يزل القاسم يقبّل يديه ورجليه حتى أذن له فخرج ودموعُهُ تسيل على خدّيه وهو يقول:
إن تُنكروني فأنا نجلُ الحسن | سبطِ النبيِّ المصطفى والمؤتمن | |
هذا حسينٌ كالأسيرِ المرتهَن | بين أناسٍ لا سقوا صوب المَزَنْ (1) |
وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) عن حميد بن مسلم قال: خرج إلينا غلام كأنّ وجههُ شقهُ قمرٍ وفي يده سيف وعليه قميصٌ وإزار وفي رجليه نعلان قد انقطع شِسعُ إحداهما ما أنسى أنها اليسرى فوقف ليشدّها فقال عمرو بن سعد بن نُفيل الأزدي لعنه الله والله لأشُدنّ عليه فقلت له: وما تريد بذلك يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب قال: والله لأشدنّ عليه، فشدّ عليه فما ولى وجهَهُ حتى ضربَ رأسه بالسيف فوقع الغلامُ لوجههِ فقال: يا عماه قال: فجلى الحسين (عليه السلام) كما يجلو الصّقر ثمّ شدّ شدّةَ ليثٍ غضبان وضرب عمراً فاتقاه بالساعد فأطنّها من لدن المرفق، فصاح صيحةً سمعها أهلُ العسكر ثم تنحى عنه الحسين (عليه السلام)، وحملت خيلُ أهل الكوفة ليستنقذوا عمراً من الحسين (عليه السلام) فلمّا حملت الخيل استقبلته بصدورها وجالت فوطأته حتى مات لعنه الله وأخزاه، وانجلت الغبرة وإذا بالحسين (عليه السلام) قائمٌ على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والإمام (عليه السلام) يقول: بُعداً لقومٍ قتلوك ومَن خصمُهُم يوم القيامةِ جدّك وأبوك. ثم قال: عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبُك أو يجيبُك فلا ينفعُك.
بچه وناداه يا قاسم شبيدي | يريت السيف گبلك حز وريدي | |
هان الكم تخلوني وحيدي | على خيمي يعمي الخيل تفتر |
يعمي شگالت امن الطبر روحك | يعمي ما تروايني جروحك | |
لون أبقى يعمي چنت انوحك | بگلب مثل الجمر وبدمع محمر |
ثم حمله على صدره ورجلاه تخطان في الأرض، وجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي الأكبر ولسان الحال:
جابه ومدده ما بين اخوته | بچه عدهم يويلي وهم موته | |
بس ما سمعن النسوان صوته | اجت زينب تصيح الله واكبر |
امبارك بين سبعين الف جابوك | بدال الشمع بالنشاب زفوك | |
عن الحنه بدم الراس حنّوك | على راسك ملبس نبل ينثر |
وجاءت عندها العروس ولسان الحال:
يقاسم گوم ريت البيك بيه | يقاسم گوم ريت الموت ليه | |
صدگ رايح يقاسم هاي هيه | او تخليني أون الليل واسهر |
عسى بعيد البلا خدك على الگاع | يقاسم موش وقت الموت هلساع | |
قاسم يبن عمي لون تنباع | بماي العين كنت اشربك يا حر |
ثم التفتت إلى قاتل القاسم وصاحت بلسان الحال:
عساهي برگبتك كل الخطيه | تخليني غريبة واجنبية | |
يا قاسم عرس اكشر عليه | عريس ويزفونك مطبر |
* * *
وجاءت الأم المفجوعة ولسان الحال:
وحيّد وعز عندي امن العذيبي | ردتك ضخر ليام شيبي | |
مضنيت بيك ايشح نصيبي | وابگه اسحن صبر فرگاك والهم |
* * *
ابوذية :
ردت ما ردت دنيه ولامال | اتحضرني لو وگع حملي ولامال | |
يجاسم خابت ظنوني والآمال | عند الضيج يبني گطعت بيه |
* * *
خضبوا وما شابوا وكان حضابُهم | بدمٍ من الأوداج لا الحَناء |
1 - المَزَن ْ= هي الحال و الطرية الملازمة لهُ