بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : السادس عشر |
الليلة الخامسة من محرم الحرام |
27 / شوال / 1438 هـ . ق |
الأبيات السبعة الأولى للمرحوم السيد باقر الهندي (رحمه الله)
والأبيات الأربعة الأخيرة للمرحوم الشيخ قاسم الملا الحلي (رحمه الله)
بكتكَ دماً يابنَ عمِّ الحسين | مدامعُ شيعتِكَ السّافحة | |
ولا برحت هاطلاتُ العيون | تحييكَ غاديةً رائحة | |
لأنكَ لم تَروَ من شُربةٍ | ثناياك فيها غدت طائحة | |
رموكَ من القصر إذ أوثقوك | فهل سَلِمَتْ فيك من جارحة | |
وسحباً تُجَرُّ بأسواقِهِم | ألستَ أميرَهُمُ البارحة | |
أتقضي ولم تبككَ الباكيات | أما لكَ في المصر من نائحة | |
لئن تقضي نحباً فكم في زرود | عليك العشيةَ من صائحة | |
وكم طفلةٍ لك قد أعولت | وجمرتُها في الحشا قادحة | |
يعزّزها السبطُ في حجرهِ | لتغدو في قربهِ فارحة | |
فأوجعها قلبُها لوعةً | وحسّت بنكبتها القارحة | |
تقولُ مضى عمُّ مني أبي | فمن ليتيمتِهِ النّائحة |
نعي : دشتي
من لفت يم عمها حميده | گعدت تون ونّه شديده | |
تگله يعمي ابوي أريده | أشو سَفرِته صارت بعيده | |
يگلها وبگه يصفگ بإيده | بالكوفه أبيّچ بگه وحَيده |
وأهل الغدر گطعوا وريده
صاحت وتجري الدّمع عل خد | يتيمة صرت الله ولحّد |
الگوريز:
صّلى العشاء في المسجد ومعه ثلاثون رجلاً وخرج (عليه السلام) من المسجد وغاب في أزقة الكوفة لا يدري أين وكيف سينتهي به الحال حتى وصل إلى باب دار وامرأة واقفة سلّم عليها وطلب منها الماء فسقته فجلس على الباب قالت له: ألم تشرب الماء؟ قال: بلى. قالت: فاذهب إلى أهلك بارك الله فيك فسكت فأعادت عليه مثل ذلك فسكت فقالت له: سبحان الله يا عبد الله قم عافاك الله إلى أهلك لا يصلح لك الجلوس على باب داري ولا أحلّهُ لك فقام وقال: يا أمة الله مالي في هذا المصر أهلٌ ولا عشيرة فهل لكِ في أجرٍ ومعروف ولعلّي مكافيك بعد اليوم قالت: يا عبد الله وما ذاك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل كذّبني هؤلاء القوم وغرّوني قالت: أنت مسلم؟ قال: نعم. قالت: ادخل فدخل دارها:
اجت ليله العفيفة واسگته الماي | وگالت گوم شنهي گعدتك هاي | |
لا تگعد يروحي وماي عيناي | گوم وروح لهلك چا هلك وين | |
ون ونه يتگطّع منها الفواد | يهل حرّه هلي ما هم بالبلاد | |
غريب الّدار وهلي عنّي بعاد | وين أهلي هلي ما هم قريبين | |
نادت يا بعد عگلي والأنفاس | كأنك هاشمي مومن عرض ناس | |
هله وكل الهله عل عين والراس | إلك منزل يمسلم بين هل عين |
دخل دارها أفردت له حجرة وعرضت عليه الطعام والشراب فلم يأكل ولم يشرب وما زال صافاً قدميه للصلاة حتى عاد ولدها بلال وعلم بوجود مسلم عندهم فما أصبح الصباح حتى ذهب إلى قصر الإمارة وأخبر الخبر فجاءت الخيل والرجال يقدمهم محمد بن الاشعث ومعه خمسمائة فارس قام مسلم وخرج يقاتل القوم وهو يرتجز
أقسمت لا اقتل إلا حرا | وإن رأيت الموت شيئاً نكرا | |
أخاف أن اخدع أو أغرا | كل امرئ يوماً ملاقٍ شرا |
فقاتلهم قتال الشجعان فقتل منهم مقتلةً عظيمة فأخذوا يشعلون النار بالقصب ويرمونها عليه، ويرضخونه بالحجارة فلم ينفع حتى حفروا له حفيرة وغطّوها بالتراب إنهزموا من بين يديه فسقط في الحفيرة فاجتمعوا عليه وأخرجوه فضربه محمد بن الأشعث على فمه فسالت دماؤه على لحيته الكريمة وأخذوا سيفه فبكى فقال له ابن الأشعث: إن الذي يطلُبُ مثلَ ما تطلُبُ إذا نزل به الذي نزل بك لا يبكي عندها قال: والله ما على نفسي بَكَيْتْ ولكن أبكي لأهليَ المقبلين أبكي لحسينٍ وآل حسين.
جاءوا به إلى قصر الامارة وأدخلوه على ابن زياد دار بينهما كلام فشتم اللعينُ أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسن والحسين وعقيل حتى أمر أن يُصعد به إلى أعلى القصر وتُضرب عنقُهُ وفعلاً ضربه الغلام فقتله ومضى إلى ربّه مظلوماً شهيداً غريباً ورميت جثته من أعلى القصر إلى الأرض ثمّ أخرجوا هاني بن عروة وضربوا عنقه وسحبوهما في الأسواق
* * *
المگدر جره وشاعت اخباره | رماه الگوم من قصر الإماره | |
وهاني انقتل بعده وبگت داره | مظلمة ولا بعد واحد يصلها |
مصيبتهم مصيبه تصدع الأجبال | ومن گبل المشيب تشيب الأطفال | |
شفت ميّت يجرونه بالحبال | يصاحب لا تظن صارت مثلها |
عگب هذا اطلعت مذحج امن الدور | وشگت لعد هاني ومسلم گبور | |
بس جثة حسين بيوم عاشور | ظلّت بالشمس والدم غسلها |
* * *
يا سائلاً وشظايا القلب في شجن | هل جهَّزوا لقتيلٍ مات ممتحنِ |
أجبتُهُ بفؤادٍ خافقٍ وَهِنِ
ما غسَّلوه ولا لَفَّوه في كفنِ | يوم الطفوف ولا مدُّوا عليه ردا |