| إن تكن كربلا فحيُّوا رباها |
|
واطمئنَّوا بنا نَشمُ ثَراها |
| والثموا جوَّها الأنيقَ على ما |
|
كان في القلبِ من حريقِ جَواها |
| واغمروها بأحمرِ الدمعِ سَقياً |
|
فكرامُ الورى سقتها دِماها |
| قلت للقلبِ حين فارقَ مغناها |
|
ويشتاقُ بعد ذاكَ لقاها |
| كنتَ واصلتها مليّاً قديما |
|
فَلِمَ اخترت بعد وصلٍ جَفاها |
| ما بأحيائها علقت فتجفو |
|
حيثَ محياكَ ساكنون ثراها |
| فعلامَ البُعاد بَعْدَ التّداني |
|
من رُباها وقد عَشقت رباها |
| بئسما أنتَ إذ تخيُّرت أهلاً |
|
من ذويها ومنزلاً من سِواها |
| وبنفسي مودعين وللعينِ |
|
بُكاها وللقلوب لظاها |
| ركبهم والقضا بأضعانهم يسري |
|
وحادي الرّدي أمام سُراها |
| وكأني بها عشيَّة ألقى |
|
سبطُ خيرَ الورى الرّكاب لَداها |
| يسأل القومَ وهو أعلمُ حتى |
|
بعد لأي أن صرّحُوا بسماها |
| إنها كربلا فقال: استقلُّوا |
|
فعلينا قد كرّ حتم بَلاها |
| وبها تؤسرُ الكرائِمُ منّا |
|
ورؤوس الكرامِ تعلو قَناها |