| خليلي إني في الهوى لستُ أرغبُ | وعنه وعن أربابه أتجنَّبُ | |
| عليّ مضى خمسونَ عاماً وإنهم | يقولون: ما بعدَ الثلاثينَ ملعبُ | |
| فيا ويحَ من تسري الليالي بعمرِهِ | ولم يَجن خيراً في الصحيفةِ يُكتَبُ | |
| فإنَّ رصيدَ المرءِ بعدَ وفاتِهِ | مِن العُمرِ فعلٌ للاله مُقرّبُ | |
| فَلَمْ أرى في الدنيا لذي اللب راحة | فكلّ الذي فيها عَناءٌ ومُتعِبُ | |
| وإنَّ خطوب الدّهرِ مهما تَنَوعَتْ | فمن بينها فقدُ الأحبةِ أصعبُ | |
| هلمَّ معي ننحوا الطفوفَ لكي نرى | حسيناً بأصحاب الوفى كيفَ يندبُ | |
| غداةَ هووا فوقَ الصَعيدِ أمامَهُ | ضحايا و(كلُّ بالدماء مُخضَبُ) | |
| بكى وانحنى من فوقِ قائم سيفِه | وناداهم والدَّمع يهمي ويَسكُبُ | |
| (أحباي لَو غيرَ الحمام أصابَكم؟ | عتبت ولكن ما على الموت معتبُ) | |
| إلى اللهِ أشكو لا إلى الناسِ أشتكي | أرى الأرض تبقى والأحباء تَذْهَبُ |
