يَغرُّ الفتى بالدّهرِ والدّهرُ خَائنُ |
|
ويُصبِحُ في أمنٍ وما هو آمِنُ |
ويُحْكِمُ أسَّ الدّارِ مِنْ فَرطِ جَهلهِ |
|
وما نفعُهُ في دارهِ وهو ظاعِنُ |
وإنَّ أمامَ المرءِ مَوتاً مُحتمَاً |
|
فلا يَغترر إنَّ المحتمَ كائِنُ |
إذا الناصعاتُ البيضُ لاحَتْ بِمفرَقِ |
|
فتلكَ لمحتومِ الفَناءِ قَرائنُ |
سَتحملُنا والمُوتُ غَايةُ قَصدِها |
|
هِجَانُ الليالي لا المطايا الهجائِنُ |
وأيُّ فتىً لم تُستَبحْ إبْلُ عُمرِهِ |
|
ولو كانَ يُنميهِ مِنَ القومِ مازِنُ |
سَلِ الدّهرَ عن تلكَ المُلوكِ التي مَضَتْ |
|
فأينَ مَبانيها وأينَ المَساكِنُ |
وسَلْ عَن بني الزّهرا مواطن عِزهم |
|
مَتى أقفَرَتْ مِنْ ساكنيها المُواطِنُ |
ضَغَائِنُ شِركٍ أظهرتها أميةٌ |
|
وكَمْ مِنْ علي في الصُّدورِ ضَغائِنُ |
وخَانُوا حُسيناً في العُهودِ ولا تَخَلْ |
|
يَنَالُ سَبيلَ الرُّشْد مَنْ هُوَ خَائِنُ |
أثاروهُ مِن غَابِ الرسالة ملبدَاً |
|
وليثُ الشرى لَمْ يُقترب وَهُوَ كَامِنُ |
هُوَ البَدرُ قَدْ حَاطتْهُ هالة انجمِ |
|
بِبهجتها وجهُ البَسيطةِ زَائِنُ |