أرخصتَ يا شهرَ المحرمِ أدمُعِي |
|
ونزعتها من قلبي المتفجِعِ |
وتركتني والحزنُ ملؤ جوانحِي |
|
سهران من حر الأسى لم أهجعِ |
وأعدت أيامَ الحياةِ مريرةً |
|
عندي وأصبحَ شهرُها لم يجرعِ |
وكسوتني ثوبَ الحدادِ برزءِ منْ |
|
أبكى رسول الله قبلُ المصرعِ |
ذاك الحسينُ وكيفَ يحسن بعدَه |
|
حال ويرقا فيه مدمعُ من يعي |
او لم يكنْ ريحانةً لمحمدٍ ال |
|
هادي الرسولِ وفاطمٍ والأنزعِ |
او لم يكنْ يؤذي النبيَ بكاؤُه |
|
عند الطفولةِ في مهاد الرضّعِ |
أو لم يكنْ سبطاً له من فاطمٍ |
|
وأبان ذلك للورى في مجمعِ |
أو لم يقبّل ثغرَهُ عن نحرِهِ |
|
بدلاً لما يجري عليه من الدعي |
أنا كيفَ أنساهُ وفي قلبي لَهُ |
|
قبرٌ وفي عيني أعظم موضعِ |
عميت إذا لم تستدر دموعها |
|
عيناي من قلبي له بتوجعِ |
بهلالِك الدامي الذي فيه قضى |
|
ظام وغلةُ قلبه لم تنقعِ |
ذاوي الحشا ملقاً على وجه الثرى |
|
بدمائِهِ بين العداةِ ملفّعِ |