أحْرَمَ الحُجاجُ عَنْ لَذّاتِهم بَعضَ الشّهورْ |
|
وأنا المُحرِمُ عَنْ لَذّاتِهم كُلَّ الدُّهُور |
كيفَ لا أُحْرِمُ دَأباً ناحِراً هَديَ السُّرور |
|
وأنا في مِشعرِ الحُزنِ على رُزاءِ الحُسين |
فَمِنَ الواجبِ عَيناً لبسُ سِربالِ الأسى |
|
واتخاذ النّوحِ وِرْداً كلَّ صُبحٍ وَمَسا |
وإِشتعالُ القلبِ أحزاناً تُذِيبُ الأنْفُسا |
|
وقليلٌ تُتلَفُ الأرواحُ في حُبِّ الحُسين |
لستُ أنساهُ طَريداً عَن جِوارِ المُصطفى |
|
لائِذاً بالقبّةِ النَّوراءِ يَشكو أَسَفا |
قَائِلاً يا جَدُّ رَسمُ الصّبرِ مِنْ قلبي عَفَا |
|
بِبَلاءٍ أَنقَضَ الظّهرَ وأوهى المنكبَين |
ضُمّني عِندكَ يا جدّاهُ في هذا الضّريح |
|
عَلَّنَي يا جَدُّ مِنْ بَلوى زَماني أستَريح |
ضَاقَ بي يا جَدُّ مِن فرْطِ الأسى كُلٌّ فَسِيح |
|
فَعسى طَودُ الأسى يندَكُ بينَ الدّكتين |
جَدُّ صَفُو العيشِ مِنْ بَعدِكَ بالأكدارِ شِيب |
|
وأشابَ الهمُّ رأسي قَبْلَ إبّانَ المشِيب |
فَعلا مِنْ داخلِ القبرِ بُكاءٌ وَنَحِيب |
|
ونِداءٌ بِافتجاعٍ يا حبيبي يا حُسين |
سَتَذُوقُ الموتَ ظُلماً ضَامياً في كربلا |
|
وَسَتبقى في ثَراها عافِراً مُنجَدِلا |
وكأني بِلئيمِ الأصلِ شِمرٍ قَدْ عَلا |
|
صَدْرَكَ الطّاهِرَ بالسّيفِ يَحُزّ الودَجين |