القصيدة : للشاعر أبو الحسن التهامي:

حُكمُ المَنيَّةِ في البريَّةِ جاري   ما هذه الدّنيا بدارِ قَرارِ
بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبراً   حَتَّى يُرى خَبَراً مِنَ الأخبارِ
فالعيشُ نَومٌ والمَنيةُ يَقظةٌ   والمرءُ بَينهُما خَيالٌ ساري
ليس الزمانُ وان حَرَصت مُسالِماً   خُلُقُ الزَّمانِ عَداوةُ الأحرارِ
والنَّفسُ إن رَضَيت بذلك ام أبَت   مُنقادَةٌ بأزمّةِ الأقدارِ
لا تأمَنِ الأيّامِ يَوماً بَعدَما   غَدَرَت بعترةِ أحمَدَ المُختارِ
فجعَت حُسيناً بابنهِ مَنْ أشبَه الـ   مُختارَ في خَلقٍ وفي أطوارِ
لما رآهُ مُقَطَّعَ الأوصالِ مُلـ   قىً في الثرى يَذري عليه الذّاري
ناداهُ والأحشاءُ تَلهَبُ والمَدا   مِعُ تَستَهِلُّ بِدَمعِها المِدرارِ
يا كوكباً ما كانَ أقصَرَ عُمرَهُ   وكذا تكونُ كواكِبُ الأسحارِ
جاورتُ أعدائي وجاوَرَ ربَّهُ   شتّانَ بينَ جِوارِهِ وجوارِي