القصيدة للسيد جعفر الحلي:

يا دوحةَ المجدِ من فهرٍ ومن مُضَرِ   قد جفَ ماءُ الصِّبا من غُصنِكَ النَّظِرِ
مهذَبُ الخَلْقِ والأخلاقِ إن ترَهُ   كأنّهُ مَلَكٌ في صورةِ البشرِ
قد أحدَقَتْ فيهِ آلافٌ يصولُ بها   كـأنّهُ أسدٌ قدْ شَدَّ في حُمُـــرِ
ما اخضرَّ عارضُه ما دبَّ شاربُهُ   لكن جرى القدرُ الجاري على قَدرِ
فاغتالَ مَفرِقَهُ الأزدي بمُرْهَفِهِ   فخرَّ لكن بخدٍّ منهُ منعفِرِ
إنْ يبكهِ عمُّهُ حزناً لمصرعهِ   فما بكى قمرٌ إلا على قَمرِ
يا ساعدَ اللهُ قلبَ السِّبطِ ينظُرُهُ   فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العُمرِ
لابن الزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري   من الدّموعِ دماً يا مهجتي انفطري
قد كنتُ أحذرُ أنّي لا أراك على   وجهِ الصّعيدِ ولكن جائني حذري
ما كنتُ آمُلُ في الرّمضاءِ أبصرُهُ   يا ليتَ فارقني من قبل ذا بصري
ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنت على   حرِّ الصّعيدِ ضجيعَ الصخرِ والحجرِ
مُرَّملاً مذْ رأتْهُ رَملة ٌ صَرَخَتْ   يا مـهجتي وسروري يا ضيا بَصري
خلّفْتَ والدةً ولهى مُحيَّرةً   مدهوشةً ليسَ مِنْ حامٍ ومُنتصرِ
بني تقضي على شاطي الفراتِ ظَماً   والماءَ أشربُهُ صفواً بلا كَدرِ
بُنيَّ في لوعةٍ خَلّفْتَ والدةً   ترعى نجومَ الدّجى في الليلِ بالسّهَرِ