القصيدة للسيد جعفر الحلي:

عَبَسَت وُجوهُ القَومِ خَوفَ المَوتِ والـ   عبّاسُ فيهم ضاحِكٌ مُتَبَسِّمُ
قَلَبَ اليَمينَ على الشِّمالِ وغاصَ في الـ   اوساطِ يَحصُدُ للرؤوسِ ويَحطِمُ
وثنى أبو الفضلِ الفوارسَ نُكّصاً   فرأوا أشدَّ ثباتِهم ان يهزموا
بَطَلٌ تورَّثَ مِن أبيه شَجاعَةً   فيها انُوفُ بني الظَّلالَةِ تُرغَمُ
بَطَلٌ إذا رَكِبَ المُطَّهَمَ خِلتَهُ   جَبَلاً أشَمَّ يَخِفُّ فيه مُطهَّمُ
قسماً بصارِمِهِ الصَّقيل وإنّني   في غير صاعقةِ السَّما لا اقسِمُ
لولا القَضا لَمَحى الوجودَ بِسَيفهِ   واللهُ يقضي ما يشاءُ ويَحكُمُ
وهوى بجنبِ العلقميِّ فليتَهُ   للشاربين به يُدافُ العلقَمُ
فمشى لمصرعِهِ الحسينُ وطرفُهُ   بين الخيام وبينَهُ متقسِّمُ
فأكبَّ منحنياً عليه ودمعُهُ   صبغَ البسيط كأنَما هو عندَمُ
قد رامَ بلثمُهُ فلم يرَ موضعاً   لم يُدمِهِ عَضُّ السلاحِ فيُلثَمُ
نادى وقد ملأَ البواديَ صيحةً   صُمُّ الصخورِ لهولها تتألمُ
أأخيَ يُهنيكَ النَّعيمُ ولم أخَلْ   تَرضى بأن أزرى وأنت منعَّمُ
أأخيَّ مَن يحمي بناتِ محمدٍ   إن صرنَ يسترحِمْنَ مَن لا يرحَمُ