الشيخ محمد علي الأعسم النجفي (رحمه الله):

دِيارٌ تذكّرتُ نُزّالَها   فَروّيتْ بالدّمعِ أطلالَها
بِنفسي كِرامَاً سَخَتْ بِالنفوسِ   بِيومٍ سَمَتْ فيهِ أمثالها
وخَفُّوا سِرَاعاً لِنصرِ الحُسين   وَقَدْ أبدَتِ الحربُ أثقالَها
فمَا ردّهُم عنهُ خَوفُ العِدا   ولا هائِلُ المَوتِ قد هالَها
وصالُوا كَصَولَةِ أُسْدِ العَرين   تَرى في يَدِ القومِ أشبالَها
رَأتْ أنَّ في المَوتِ طُولَ الحيا   ةِ فكادَتْ تُسابِقُ آجالَها
إلى أن اُبِيدُوا بِسيفِ العِدا   ونَالَ السعادةَ مَنْ نَالَها
ولم يَبقَ لِلسِّبطِ مِنْ ناصرٍ   يُلاقي مِنَ الحربِ أهوالَها
بِنَفسي فَرِيداً أحاطَتْ بِهِ   عِداه وجَاهدَ أبطالَها
وَيَرعَى الوَغى وخِيامَ النِّسا   فَعَينٌ لَهُنَّ واُخرى لَها
إلى أنْ هَوى فَوقَ وجهِ الثّرى   وزُلزِلَتْ الأرضُ زِلزالَها