| رَحلوا وما رَحلوا أهيلُ ودادي | إلا بحُسنِ تصبّري وفُؤادي | |
| ساروا ولكنْ خلّفوني بَعدَهُم | حُزناً أصوبُ الدَّمعَ صوبَ عِهادي | |
| وسَرَتْ بقلبي المستهامِ رِكابُهُم | تعلوا به جبلاً وتهبطُ وادِ | |
| وخَلتْ منازلُهم فها هي بعدهم | قَفرى وما فيها سوى الأوتادِ | |
| ولقد وقفتُ بها وقوفَ مُوَلَّهٍ | وبمهجتي للوجدِ قدحُ زنادِ | |
| أبكي بها طوراً لفرطِ صبابتي | وأصيحُ فيها تارةً وأنادي | |
| يا دارُ أينَ مضى ذووكِ أمالَهم | بعد الترحُّلِ عنك يَومَ مَعادِ | |
| يا دارُ قد ذكَّرتِني بِعراصك الـ | ــقفرى عِراصَ بني النّبيّ الهادِي | |
| لمَّا سرى عنها ابنُ بنتِ محمدٍ | بالأهلِ والأصحابِ والأولادِ | |
| بَقِيَتْ عليلَتُهُ تنوحُ بعولةٍ | وتقولُ ذابَ من الفِراقِ فؤادي |
