خسرت لَعَمرُكَ صَفقةُ الدَّهرِ الذي   فِيه السَّفيهُ غَدَى يُعدُّ حَليماً
أترومُ بَردَ نَسيمهِ وَأبى عَلَى الـ   أحرارِ إلا أنْ يَهِبَّ سَمُوما
فأقِم لِرزءِ بَني النبوة مأتَماً   واسجِم دُموعَكَ كالغَمامِ سَجيما
فَمَنِ الذي يَهدي المُظِلَّ إلى الهُدى   مِن بَعدِهِم أو يُنصِفُ المَظلُوما
وبَسيبِهِ يُغني الوَرى وبِسَيفِهِ   يَجلُوا عَنِ الدينِ الحَنيفِ هُمُوما
هَذا قَضى قتلاً وذاكَ مُغيباً   خَوفَ العَدوَّ وذَا قضى مَسموما
من مُبلغُ الإسلامِ أنَّ زَعيمه   قد ماتَ في سجنِ الرَّشيدِ سَميما
فالغي باتَ بموتِهِ طربَ الحَشا   وغَدَى لمأتمهِ الرَّشادُ مُقِيما
ملقىً عَلى جِسرِ الرصافةِ نَعشُهُ   فِيهِ المَلائِكُ أحدَقَت تَعظيما