للمرحوم السيد رضا الهندي:

(سَلامٌ عَلى الحَوراءِ ما بَقي الدَّهرُ   وما سَطَعَتْ شَمسٌ وما أشرَقَ البَدرُ)
(سَلامٌ عَلى القَلبِ الكبيرِ وَصَبرهِ   بِيومٍ جَرَت حُزناً لَهُ الأدمُعُ الحُمرُ)
(جَحافِلُ جَاءَت كربلاءَ بإثرِها   جَحافِلُ لا يَقوى عَلى عَدّها حَصرُ)
(جَرَى ما جَرَى في كربلاء وَعَينُها   تَرَى ما جَرى مِمّا يَذُوبُ لَهُ الصَّخرُ)
(لَقَدْ أبصَرَت جِسمَ الحُسَينِ مُبَضّعاً   فَجَاءَت بِصَبرٍ دُونَ مَفهُومِهِ الصَّبرُ)

للمنصوري:

رَأتهُ وَنادَت يابنَ أُمّي ووالدي   لَكَ القَتلُ مكتوبٌ ولي كُتِبَ الأسرُ
إلى الآن مِنكَ الجِسمُ مُلقىً عَلَى الثَّرى   عَفيراً ولا يُلفى إليكَ بها قَبرُ
أخي إنَّ في قَلبي أسَىً لا أُطيقُهُ   وقَد ضاقَ ذَرعاً عَنْ تَحَمُّلِهِ الصَّدرُ
أيَدري حسامٌ حَزَّ نَحرَكَ حَدُّهُ   بِهِ حُزّ مِن خيرِ الوَرى المُصطفى نَحرُ
عَليَّ عَزيزٌ أن أسيرَ مَعَ العِدى   وتَبقى بِوادي الطَّفِ يَصهرُكَ الحَرُّ
أخي إن سَرَى جِسمِي فَقَلبي بِكربَلا   مُقيمٌ إلى أن يَنتهي مِني العُمرُ
أخي كُلُّ رُزءٍ غَيرُ رُزئِكَ هَينٌ   وما بِسِواه أشتَدَّ واعصوصَبَ الأمرُ
أأنعَمُ في جِسيمٍ سَليمٍ مِنَ الأذَى   وجِسمُكَ مِنهُ تَنهلُ البيضُ والسُّمرُ
أخي بَعدَكَ الأيّامُ عادَت لَيالياً   عَلَيَّ فَلا صُبحٌ هُناكَ ولا عَصرُ
أخي أنتَ عَنْ جَدّي وامي وعَنْ أبي   وعَن حَسَنٍ لي سَلوةٌ وبِكَ اليُسرُ
متى شاهَدَت عيناي وجهكَ شاهَدَتْ   وجُوهَهُم الغَراءَ وانكَشَفَ الضُّرُ
ومُذ غِبتَ عَنّي غابَ عَنّي جَميعُهُمْ   فَفَقدُكَ كسرٌ لَيس يُرجى لَهُ جَبرُ